طبقا لما ذكره “روسيا اليوم” نقلا عن “the warrior” نشر موقع مجلة “the warrior” الخميس 27 أكتوبر تقريرا بعنوان معركة القطب الشمالي: الولايات المتحدة ضد روسيا، تناول فيه الأوضاع في هذه المنطقة الحساسة والزاخرة بالثروات.

وذكر أندرياس كريستين، صاحب التقرير، أن من يتابع التغطية الإعلامية حول منطقة القطب الشمالي، حتى بشكل عابر، يعرف أن معركة تختمر حول “قمة العالم”.

لافتا إلى أن تغير المناخ وذوبان الغطاء الجليدي في المنطقة قد كشف أراض وبحارا شاسعة، وفتح الطريق أمام الموارد الطبيعية الوفيرة، لكن دول المنطقة القطبية الشمالية لم تتفق على الكيفية التي ينبغي بموجبها تقاسم تلك الثروات، مضيفا أن قوى معينة تروج لوجود: “سباق في سبيل القطب الشمالي” و”معركة من أجل القطب الشمالي”.

وأشار كريستين، وهو مسجل قانوني في محكمة استئناف القوات المسلحة الأمريكية، إلى أن هناك اتجاها يقول إن روسيا لها وجود قوي في منطقة القطب الشمالي يزداد بانتظام، للتهويل من الوضع القائم، ودفع الدول الأخرى إلى أن تنقل انتباهها واستثماراتها شمالا.

وأضاف في هذا الشأن أن المقارنات المتكررة بين روسيا والولايات المتحدة نموذج جيد لمثل هذا السلوك، فهم يقولون إن روسيا لديها أكثر من 40 كاسحة ثلوج، في حين أن لدى الولايات المتحدة اثنتين فقط، وفيما رفعت موسكو بشكل واسع من قدراتها العسكرية في منطقة القطب الشمالي تبقى واشنطن في حالة ركود نسبي، وبالتالي إذا لم تندفع الولايات المتحدة إلى المنطقة، ستفوز روسيا بالثروات فيما هي تتفرج !.

وقال الكاتب إن كل هذا التخويف وقرع طبول الحرب مضلل، إذ أن 5 من الدول التي لها سواحل في المنطقة القطبية الشمالية ومصالح متناقضة ونزاعات قضائية اعلنت عام 2008 عن التزامها بتسوية نزاعاتها بطريقة سلمية وفقا للقانون الدولي من خلال وثيقة تسمى إعلان “إيلوليسات”.

وعدد الكاتب أمثلة أخرى في هذا السياق منها أن دول القطب الشمالي تنظم دوريا بعثات مسح مشتركة لتحديد جرفها القاري، وتوصلت روسيا والنرويج عام 2010 إلى اتفاق بشأن الحدود بين جرفيهما القارين في منطقة بحر بارنتس، وفي العام الماضي وقع خفر السواحل لثماني دول في المنطقة، وهي روسيا وكندا والدنمارك وفنلندا وايسلندا والنرويج والسويد والولايات المتحدة، على اتفاقية تعاون في مجال تبادل المعلومات والعمليات المشتركة، والأهم أن هذه الدول الثماني كانت أنشأت عام 1996 “مجلس القطب الشمالي” كمنتدى تتخذ من خلاله قرارات مشتركة بشأن حماية البيئة والتنمية المستدامة في المنطقة.

وخلص الكاتب إلى أنه على الرغم من اتساع هذا التعاون، إلا أن ذلك لا ينفي أن معركة في القطب الشمالي لا تزال جارية، ولكن لا تستخدم فيها الجيوش، مشيرا في الوقت نفسه إلى وجود ما يعكس توجه خطر، كما في تصريح رئيس وزراء كندا السابق ستيفن هاربر الذي اشار فيه إلى مبادرة عسكرية جديدة موجهة للقطب الشمالي، قائلا:” يوجد لدى كندا خيار حين يتعلق الأمر بالدفاع عن سيادتها على القطب الشمالي، إما أن نستخدمه أو نخسره”.

وذكر أيضا أن ممثل الولايات المتحدة دنكان هنتر (عضو مجلس الشيوخ) تحدث بعدائية مؤخرا قائلا: “إن الحرب الباردة انتهت، لكن الولايات المتحدة وروسيا تدخلان مرة أخرة في سباق منافسة مباشر للوصول إلى القطب الشمالي، وفي مشروع للقوة بالمنطقة القطبية”.