هانى ابو مصطفى

 

شعر : هانى ابو مصطفى _ العراق

وطني إلى مَنْ سوف تشرحُ حالي

أوْلى بمثلِك أن يُجيبَ سؤالي

وإلى متى تُدْمِي السياسةُ مُهجتي

وتمرُّ أيامي معَ الأهوالِ

وتمرُّ تحملُ كلّ يومٍ حاكماً

بَشِعَاً يقودُ الناسَ باستغلالِ

الموتُ قصّتُنا التي لا تنتهي

وقساوةُ السجانِ والأغلالِ

لم يستطع أحدٌ قضاءَ حوائجي

قدرٌ عليّ معيشةُ الإذلالِ

مَن علّمَ السُّلطانَ خِدْعَةَ شعبهِ

وسياسةَ التخويفِ في الأحوالِ

واحترتُ في هذا العراقِ أُحبُّهُ

رَغمَ العناءِ ونقمةِ الآجالِ

مرّت بهِ غُصصٌ ولم يأبهْ بها

وتراهُ بين الطّبلِ والطّبالِ

إلا كهذا اليوم ما مرّت بهِ

يا كذبةَ الأحلامِ والآمالِ

لِيَ في العراق عصابةٌ ) يا صاحبي

إن كُنْتَ لم تُحْبِبْهُ كيفَ تُغالي

أنا ما أزالُ أُحبُّهُ وأُريدُهُ

وأعزُّ حتى من جميعِ عيالي

لم يُعطِني شيئاً أيوجدُ فارِقٌ

بين التُّرابِ وخِسّةِ العُمّالِ

بين الوفيّ فلا يخونُ بأرضهِ

والغادرين وسارقي الأموالِ

تبّت يدُ الشعراءِ إن لم يرسموا

بدمِ القصائدِ قَفْزَةَ المِهوالِ

ومتاهةَ الطّفْلِ اليبيعُ قُمامةً

حمّالةٌ ترنو إلى حمّالِ

أُمّاهُ جئتُكِ بالطّعامِ هدّيةَ

الوطنِ الغنيَّ وقد ملأتُ سلالي

فاستبشري بالخيرِ إنّ حكومةَ التغييرِ

أرخصُ من خُيوطِ نعالي

أنا قادمُ الجيلِ الجديدِ أصونُهُم

ويدايَ مُتعبتانِ باستبسالي

سأنالُ جسمَ الأرضِ ثوباً أسوداً

يا أسودَ الألوانِ أين هلالي

أين انتهيتَ معيْ كفاكَ تقولُ لي

لونُ الحروبِ قيافةُ الأبطالِ

ومِن البطولةِ جاء حظٌّ عاثرٌ

ما في الحظوظِ سوى انحطاطِ خيالي

القُبحُ مُنتشرٌ فلا تتوقعوا

أن يستريحَ معَ القبيحٍ جَمَالي

هل أستريحُ وما رأيتُ سعادةً

وسعادتي في أن أُعيدَ جلالي

( الشّمسُ أجملُ في بلاديَ من سواها )

والظّلامُ حقائقٌ ومَجَالي

جوعُ اليتامى والحكاياتُ التي

قُرأت وبعضُ طرافةِ الأطفالِ

وَخِمَارُ امرأةٍ تُوفّيَ زُوجُها

قتلوهُ بسمِ الرّاهبِ الدّجالِ

وحنينُ شيخٍ قد تجاوز عُمْرُهُ

التّسعينَ أكبرُ من جنابِ الوالي

وحصيرةٌ صفراءُ تجمعُ شَمْلَنا

في الصّيفِ خاليةٌ من الأدغالِ

وصفاءُ نيّاتٍ يَنمْنَ سويّةً

وجلاءُ أفهامٍ خِلاء البالِ

الزّرعُ أخبرني عن الرّوحِ التي

كانت  تودُّ  إزالةَ  الإهمالِ

وعن البذورِ تخافُ حُفرةَ غرسِها

فالغَرْسُ أصبحَ خدعةَ الأقوالِ

بلدي على يدِ مَن تموتُ رخيصةً

وهيَ العُلى في المنطقِ المُتعالي

ولأنني العربيُّ قوبلَ مطلبي

بالرّفضِ قبل البوحِ بالأمثالِ

آهٍ على الجارِ الذي أشتاقُهُ

أرْجِعْ عليَّ قصائدي وسجالي

دَفَعُوْهُ عن بابي وقالوا هكذا

قَدَرُ الحياةِ وقادمُ الأجيالِ

جاؤوا لمحوِ هُويتي في لُعبةِ

التجديدِ يا لُغةَ الكتابِ تعالي

ولأنَّ في لُغتي السّلام تعمَّدوا

تشويهَ أعمدتي ودفنَ رِحَالي

أنا لا  أُدافعُ عن كلاميَ كارِهاً

أحداً ولكنَّ الكلامَ ظِلالي

إنَّ احتقارَ هُويتي وعروبتي

سعيٌ لِفَصْلِ النّور عن أوصالي

سعيٌ لكي أنسى الرّجولةَ هكذا

لأموتَ مجهولاً على استسهالِ

لا تطعنوا التاريخَ بل أفعالَكم

يتجددُ التاريخُ بالأفعالِ

أنا مثلُ قُطبٍ يصطلي وعصاهُ في

يدهِ وحوليَ يرقصون رجالي

ألقيتُ في قَصْرِ الطُّغاةِ حبالي

ورميتُهُم بقنابلِ استرسالي

إن أعرضوا عن صيحتي بتجاهُلٍ

قفصُ الحياةِ يدورُ بالأحمالِ