ونحن نلعب لعبة الاختباء
دخلت خزانة الملابس الكبيرة
لم تكن تغلق جيدا
ولم يكن لها باب سري كما في الحكايات
كانت مليئة بالتشاؤم ورائحة ثياب مهجورة
لا أعرف كيف غلبني النوم
نمت ساعة أو أكثر
وخرجت ومشحونا
أدور حول نفسي
كمن يريد أن يكتب قصة
أمسكت ورقة ورسمت
رسمت نهودا كثبرة كأنها تطلع من الأرض
طويت الورقة ووضعتها في جيبي
خرجت إلى الشرفة غاضبا
وخائفا من أمي
رميت النهود في الشارع
كانت وردة بلدية وحيدة في إصيصها
فركتها بين أصابعي
خفت أكثر
فأكلتها
وبكيت
كان طعمها مرا
لم أفكر في الرسم بعدها
ولا في كتابة القصص
قبل عامين فقط
حاولت أن أرسم من جديد
وكان الأمر مؤسفا
كلما أردت أن أرسم وردة
رسمت نهدا
وكلما حاولت أن أرسم بيتا
رسمت خزانة كبيرة للملابس
بابها لا يغلق جيدا
ويطل منه ذراع بدلة قديمة
كأنها تهم بالخروج
أو كأنها تلويحة من بعيد
ترفض النسيان

٣ أبريل ٢٠١٤
(من ديوان أنا في عزلته )