من عقوبات كفر النعم

هناك العديد من عقوبات كفر النعم التي ينزلها الله على عباده الناقمين، حيث أنعم الله على الإنسان بالكثير من النعم ومهما تقدم العلم وتطورت الوسائل التكنولوجية لن تصل إلى مدى تلك النعم، فتأدبًا في حضرة المولى عز وجل على العبد أن يستمر في شكره إلى الأبد، لذلك ينزل الله على عباده الكافرين بنعمه أشد أنواع العذاب.

من عقوبات كفر النعم

يُنزل الله على الكافرين بنعمة العذاب الشديد في الدنيا والآخرة، حيث أنعم الله على الإنسان الكثير من النعم التي لا يعرف قيمتها إلا بعد أن يفقدها مثل نعمة البصر والسكن والتنفس والمشي على الأقدام وغيرها من النعم التي سوف تأخذ موضوع آخر للحديث عنها، وعلى كل إنسان أن يشكر الله على نعمه عليه حيث قال تعالى: “وإن شكرتم لأزيدنكم”، ومن أمثلة عقاب الله للكافرين بالنعم:

  • غضب الله سبحانه وتعالى على العباد ومنعه للنعم التي أعطاها لهم ولا يجعل فيها الخير أو البركة.
  • زوال النعمة من الإنسان ولو شكر الله لسوف يزيده ولكنه يكفر بها.
  • ولقد ذكر الله في كتابه الجليل عن قصة أمة من الأمم التي كفرت بالنعم وهي قصة قوم سبأ، حيث قال تعالى: (لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ * فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ * ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ)، ويجب علي كل مسلم شكر الله كثيرًا على نعمه حتى لا تزول منه.

معنى الكفر بالنعم

يعني الكفر بالنعم نكران نعم الله علينا والجحود بها وعدم شكر الله عليها فأحيانا قد يعطيك الله الكثير من المال والبنون ويكون شخص آخر مرحوم من معظم الأشياء التي تمتلكها، وبالرغم من ذلك لا تشكر الله على كل تلك النعم الغارق بها، وعن حديث الرسول صلي الله عليه وسلم حيث قال: “من أعطي عطاء فقدر أن يجزي به فليجز به، ومن لم يقدر فليحسن الثناء، فإن لم يفعل فقد كفر النعمة”.

كما يوجد حديث آخر من خلال قول النبي عليه أفضل الصلاة والسلام: مَن أزلفت إليه يد كان عليه من الحق أن يجزي بها، فإن لم يفعل فليظهر الثناء، فإن لم يفعل فقد كفر النعمة رواه ابن أبي الدنيا” وكما حل ببني إسرائيل من ألوان العذاب دهر طويل وما حل بالمسلمين يوم أعرضوا عن الإسلام وأبدلوه بالخرافات، وعليه فإن الناس إن شكروا لأنفسهم وإن كفروا على أنفسهم أي شكرهم وكفرهم عائد لهم.

أسباب دفع عقوبات شكر النعم

بعد أن عرفنا الإجابة عن سؤال من عقوبات كفر النعم، فما هي أسباب دفع عقوبات شكر النعم؟  فمن بعض الأسباب التي تمنع عن العبد عقوبة كفر النعم، أن يشكر الإنسان ربه ليلًا ونهارًا على منحه لتلك النعم، والشكر يكون كما يلي:

  • شكر الله على جميع النعم التي ينعم علينا بها هو السبب في عدم زوالها بل يمنحنا الله أكثر من فضله.
  • أوصانا الرسول عليه الصلاة والسلام أن نشكر الله بعد كل صلاة كما جاء في الحديث الشريف:“اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك”.

اقرأ أيضًا: هل على المرأة كفارة إذا جامعها زوجها في نهار رمضان

أنواع الكفر

بعد أن تطرقنا في الحديث عن تساؤل من عقوبات كفر النعم، فهل توجد أنواع للكفر؟ وما هي تلك الأنواع؟ حيث يتجزأ الكفر إلى نوعين سوف نعرفهم بالتفصيل من خلال الآتي:

1- الكفر الأكبر

وهو الكفر بالله وأعوذ بالله من قول ذلك فعن محمد بن نصر قال: “الكفر كفران: أحدهما يذهب عن الملة، والآخر لا ينقل عنها” والكفر الأعظم هو البعد عن دين الإسلام حيث يستكبر العبد وينفي نعم الله ويقول إنها من صنع الطبيعة، حيث قال البغوي:” والكفر على أربعة أنحاء: كفر إنكار وكفر جحود وكفر عناد وكفر نفاق” وسوف نتحدث عن الأربع أنواع بالتفصيل وهم:

  • كفر الإنكار: هو ما يعرف بكفر التكذيب ويعني كفر العبد بقلبه ولسانه ولا يعترف بوجود الله من الأساس، ولا يوحد به، ويسمي ذلك الشخص بالمُلحد، وهذا لفظ يُطلق على المغُيبون الذين ينكرون وجود الله، حيث قال عز وجل في كتابه العظيم: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَما جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ} [العنكبوت:68].
  • كفر الاستكبار: وهم الأشخاص الذين يعرفون جيدًا بوجود الله ورسوله ولكن يستكبرون مثل الشيطان الرجيم عندما رفض أن يسجد لسيدنا آدم عليه السلام كما أمره الله في حين استجاب جميع الملائكة لأمر الله عدا إبليس، وقال حينها إبليس لربه “وعزتك وجلالك لأغوينهم أجمعين” أي غرضه هو إبعاد خلق الله عن الملة ودخولهم النار، وأيضًا مثلما كفر أهل قريش برسول الله بالرغم من علمهم بصدق رسالته.
  • كفر الجحود: ذلك النوع من الكفر مرتبط بكفر العبد بقلبه فقط وليس بلسانه، مثل كفر فرعون بسيدنا موسى عليه السلام وكما كفر اليهود بسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، فكل أولئك القوم كانوا يعلمون أن الرسل على دين الحق ورغم ذلك لا ينطق لسانهم، حيث قال الله عزل وجل بسورة البقرة: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا} [النمل: 14]، وفي قول الله تعالى {فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ} [البقرة: 89].
  • كفر الشك: هو الكفر الذي يكون العبد من خلاله غير متأكد من مبدأه وهو ما يعرف بكفر الظن.
  • كفر إعراض: وهنا يكون العبد بعيدًا كل البعد عن ربه بالقلب واللسان فهو لا يصدق ولا يكذب ولا يلتفت لدين الله من الأساس، حيث قال الله تعالى عنه ذلك النوع من البشر: {بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ} [فصلت: 3-4] وكما جاء بسورة الأحقاف في الآية رقم 3:” والذين كفروا عما أنذروا معرضون”.
  • كفر النفاق: وهو من يتظاهر بأنه مسلم ويعلم بتعاليم دين الله وهو من داخله يكفر بالله، وهذا أشد الأنواع كفرًا، وتوعد لهم الله بأنهم سوف ينالون أكبر عقاب في الدرك الأسفل من النار.

2- الكفر الأصغر

وهي السيئات التي يرتكبها العبد ولكنها لا تصل إلى درجة الكفر، وهذا ما أسماه العلماء بالكفر العملي لأنه كفر بنعم الله علينا، ويسمى بالكفر الأصغر لأنه لم يخرج عن ملة الإسلام ولكنه يرتكب السيئات التي تودي به إلى النار، ومن امثلة الكفر الأصغر:

  • قتل المسلم، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “سِباب المسلم فُسوق وقِتاله كُفر”.
  • الحكم من دون الرجوع إلى تعاليم دين الله، حيث قال الله عز وجل في كتابه الكريم: ” ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون” سورة المائدة.
  • أن يُنسب الشخص لغير أبيه، حيث قال النبي عليه الصلاة والسلام: ” ليس من رجل ادعى لغير أبيه، وهو يعلم، إلا كفر”.

يجب على كل إنسان بيان فضل نعم الله عليه وعدم الجهر بالنعمة، وأن يشكر الله في الخفاء على ما أعطاه ويحث الغير أيضًا على أهمية شكر الله على نعمه، حتى لا تزول النعم ويبارك الله لنا فيها.