4189654211476181895

تنتظر مولودها الجديد، لتتخلص من كل تلك الآلام والمتاعب التي تحملتها بحب طوال تسعة أشهر، فبدلا من استقبال الفرحة، ودعت الجميع بـ”موتها”.

حسب ما ذكر فى” الوطن” “نجوى فؤاد نصيف”، ذات الـ35 عاما، استعدت في صباح الثلاثاء 20 سبتمبر الماضي، لإجراء ولادة قيصرية، كما يحكي زوجها ريمون ديماس لـ”الوطن”، وبعد خروجها من العمليات دخلت زوجته في حالة ألم شديد أسفل القفص الصدري، وصل إلى حد صراخها منه طالبة مسكنات تساعدها على التحمل، إلا أن الطبيب واجه صراخها ضاحكا بـ”انتي بتدلعي يا نوجا ولا عاوزة تبوظي سمعتي، وبعدين أنا اشتغلت في بطنك”.

وبسؤال والدة نجوى عن حالة ابنتها ومولودها، قال الدكتور كما يروي زوجها أن الطفل بحالة جيدة، ولكن نجوى “هي اللي وقعت قلبنا وخلت ركبنا تخبط في بعض”، ما فزع والدتها لتحاول الاستفسار أكثر لتكتشف ما أصاب ابنتها على لسان الدكتور، وهو يحكي ضاحكا أيضا “شريان الرحم اتجرح وإحنا بنفتح بطنها، ونزفت، بس لمناه الحمد لله”.

ورغم كثرة المسكنات التي أخذتها نجوى، والتي وصفتها المرضة المشرفة عليها بأنه قوي جدا و”يعتبر مخدرات”، إلا أنه لم يسكن آلامها، والجميع يعتقد أنها مجرد آلام الولادة الطبيعية التي تمر بها كل سيدة، رغم إنها ثاني ولادة لها مع نفس الطبيب، وحاول الجميع إلهائها بأن ترى طفلها الثاني إلا أن صراخها ووجعها لم ينته ولم يسعفها في ضم مولودها.

يحاول ريمون، أن يصف ما عايشه مع زوجته في الساعات الأخيرة، فيقول “دخلت الممرضة ووضعت الطفل على صدر نجوى تطلب منها إرضاعه، بس نجوى قالتلها حاسة بألم شديد، أنا مش قادرة خدوه من عليا”، ويستطرد “طلبت نجوى كتير أننا نعدلها ووضع ضهر السرير عشان يريحها وعدلناه حوالي 5 مرات لكن مفيش فايدة”.

“طول الوقت بنطلب من إدارة المستشفى توفير دكتور يشوف حالتها، وكان الرد إن دكتور (أ. ح.) راجع تاني عشان هو اللي متابع حالتها”، هكذا كان تعامل المستشفى مع حالة نجوى، ويضيف ريمون أن حالتها ساءت أكثر بعد فترة قصيرة من إعطائها حقنة مسكن أخرى، ليزداد ألمها وصراخها، وتدخا في حالة تشنجات قوية مع نزول رغاوى من الفم ثم فقدان الوعي، لتركب لها الممرضة ماسك أكسجين وأوصلت أكياس دواء بإيديها.

“مضاعفات، ولازم ترجع العمليات حالا”، كذلك شخص طبيبها حالتها، وأثناء العملية خرجت الممرضة مسرعة طالبة إحضار أكياس دم فصيلة O سالب، واستغل ريمون مواقع التواصل ليطلب من خلالها معارفه للتبرع وبالفعل تمكن من الحصول على أكياس دم، وخرجت نجوى من العمليات للعناية المركزة مباشرة، وسط غموض من جانب الدكتور وفريق التمريض بالمستشفى، حيث أغلقوا غرفة العناية من الداخل ومنعوا رؤيتها.

طلب الدكتور الاجتماع بأسرة نجوى، وأخبرهم بإفاقاتها وأنه طلب منها أن تكتب ورقة تطمئنهم عليها، ويكمل ريمون “حدثت بعد ذلك مضاعفات وساءت حالتها أكثر وتوقف قلبها 40 دقيقة، وعاد مرة أخرى ولكن ضعيفا، مع نزيف حول حالتها لمرحلة حرجة”، ورغم إحضار أكياس الدم إلا أن الطبيب طلب “أكياس دم فريش” من متبرعين مباشرة، وتم توفير ذلك أيضا مع بعض أكياس البلازما والهيموجلوبين وصفائح الدم.

“ظهر الأربعاء، طلب مني الدكتور (ا. ح.) والدكتور (هـ.) مسؤول بالرعاية المركزة، 20 ألف جنيه لشراء 4 حقن (نوفو سفن) لوقف النزيف، بس جبتهم أنا”، يكمل ريمون “من يوم التلات وإحنا بنستعين بدكتور الأسرة (ا. ن.) وبعض الاستشاريين عن طريق الأصدقاء أو المتطوعين، وكان ردهم صلولها هي بين إيدين ربنا”، مساء الأربعاء خرج الدكتور مبتسما من غرفتها قائلا لأسرتها “شوفتوا بقى الصلاة بتعمل ايه، الحمد لله النزيف وقف”.

“اطلع احضن مراتك، بكرة هتروح معاك”.. بهذه الكلمات أخبر دكتور نجوى زوجها، على الرغم من رفضه طلب البعض برؤيتها، قائلا لهم “مينفعش، كملوا صلاة عشان المعجزة تكمل”، ليهدأ الجميع ويعودوا لبيوتهم مستمرين في الصلاة من أجلها، ويستعدوا للحضور ثاني يوم، فجر الخميس ربت الدكتور على كتف ريمون قائلا له “روح غير هدومك علشان لما مراتك تفوق الصبح وتشوفك تكون كويس”، إلا أن عاد بعدها بسويعات على خبر وفاتها وصراخ الموجودين.

بعد العزاء، أخبر طبيب الأسرة ريمون أن حالة نجوى تدهورت بسبب الخطأ الطبي الذي تعرضت له نجوى أثناء الولادة، وأنها كانت متوفية إكلينيكيا لفترة ويبدو أن الدكتور وممرضيه بالمستشفى حاولوا إخفاء الأمر حتى أعلنوا وفاتها، وبناء عليه تقدم ريمون ببلاغ رقم 15458 بتاريخ 26 سبتمبر، بقسم النزهة، يتهم فيه الطبيب “إ. ح.” بالإهمال الطبي، وخطأ مهني جسيم، تسبب في استئصال رحم زوجته نجوى وجرح شريان الرحم وحدوث نزيف حاد أدى إلى وفاتها.

“#حق_نجوي_مش_هيضيع” هاشتاج دشنه زوج نجوى وتفاعل معه أقاربهم وأصدقائهم ومعارفهم، مطالبين بمحاكمة الطبيب الذي أودى بالزوجة الشابة، وما كان من الطبيب إلا وصفهم بـ”الغباء”، ويرد “أنا عملت اللي عليا”، ليتفاعل الآلاف مع حالة نجوى ويتابعون قضيتها، ومولودها الذي يخضع غدا لعملية جراحية في قدمه نظرا لإصابته بصديد فيها.

1442878511476181896