بقلم : هبة فاروق
المرأة.. هذا الكائن المتناقض بين الرقة والقوة، وبين الضعف والاحتمال، نصف التفاحة، نصف الحياة، شقيقة الرجل، الشريكة التى يحبها ويرغب فى القرب منها، ولكنه لا يكترث بها! يلجأ إليها وفى نفس الوقت يتهمها بقصور الفكر!
تناقضات كثيرة بين إمكانيات المرأة وعطائها، وبين احتياج المجتمع لها، وتقليصه لدورها..
تناقضات تجعل البعض يقول أن عمل المرأة من عموم البلوى التى لا حل لها، على الرغم من إعتماد المجتمع الكلى على المرأة كعنصر فعال، وكيف لا وعدد النساء لا يستهان به، فهن يتفوقن على الرجال فى العدد، وفى الصبر وقوة التحمل، وفى الرضا بالمرتبات الضعيفة التى يتعمد أرباب الأعمال إعطاؤها للنساء دون الرجال!
يبدأ دور المرأة فى خدمة المجتمع من داخل بيتها، فهى امراة عاملة داخل البيت كما هى خارجه، فالمرأة فى مجتمعنا تتحمل مسؤولية البيت كاملة، فهى المدير العام للمنزل عليها تدبير شؤونه المادية والمعنوية والترفيهية، كما عليها مسؤولية تربية الصغار التى هى المسؤولية الكبرى والعمل الأعظم الذى تقوم به، فإن أحسنت فيهم التربية، وحسن الإعداد؛ أحسنوا هم بعد ذلك فى بناء المجتمع..
فالمرأة هى الجنس المنتج دائما؛ تنتج رجال ونساء المجتمع، وتنتج بطاقتها العاملة داخل البيت، وفى الوظائف المختلفة خارجه..
والتاريخ هو الحاكم على دور المرأة فى تنمية المجتمعات..
من الوجود الأول لآدم وحواء على الأرض، فهم شركاء منذ اللحظة الأولى فى تعمير الأرض مروراً بالمدينة الأولى فى الإسلام، التى يذكر التاريخ دور المرأة الفعال فيها، فالنساء كن يخرجن مع رسول الله –صلوات ربى عليه- فى الغزوات؛ يسعفن الجرحى، وينقلن الماء، بل ويحاربن إن استطعن إلى ذلك سبيلاً، وكن يعلمن الناس أمور الدين، وزوجات النبى –رضى الله عنهن- خير مثال على ذلك، ومن قبل الإسلام كانت النساء صاحبات تجارة ورأس مال عامل كخديجة رضى الله عنها.. هذا شطر من التاريخ القديم، والأمثلة كثيرة فالمرأة تبوأت مقاعد الحكم فى بعض فترات التاريخ.
وليس معنى الاعتراف بقدرة المرأة الإنتاجية أن تحمل عبء يثقل كاهلها وفوق إمكانياتها، فلكل منا إمكانيات وقدرات نساء كنا أو رجال، فلتعمل المرأة قدر طاقتها فى بيتها أو خارجه، فهى الوحيدة القادرة على تحديد إمكانياتها فى الأداء والعمل، فالعمل هو المهمة الأسمى لإقامة الحياة.
ألسنا أمة وسطاً؟! فمن عموم البلوى أن نصدق وسطيتنا وإعتدالنا، ثم نفرط فى تقليص دور المرأة، ولا نعترف بأهمية مشاركتها فى الإنتاج مع الرجل، فنصف التفاحة لا تكفى وحدها.