نوافذ المبدعين الشباب تفتح على محطات التجريب والتنوير فى الفن التشكيلى

تظل الفنون الجميلة قادرة على طرح لغتها الخاصة والمتجددة وفقا لرؤية المبدع وأتجاهه الفنى ليعزف على أوتار الألوان تشكيل فنى مغاير خاصة الشباب حيث تدفعهم طاقاتهم إلى المزج بين المتخيل والواقع وقد أتت مبادرة الفنانة التشكيلية /سارة حجازى (إرسم مدينتك) على هذه الشاكلة لتعيد صياغة الواقع فنيا كل وفق رؤيته وتناوله لنكتشف أبعادا جديدة ومنهجية خاصة تعتمد على إعادة صياغة الذات الإنسانية من خلال عمل فنى قادر أن يبدأ من جذوره التراثية لينطلق نحو العالمية بمفهومها الذى يؤكد على التنوع الثقافى

وقد أدهشتنى الفكرة والتجربة حين أهتمت بالفنانين الهواة والمحترفيين على حد سواء لتحقيق هارموني تنافسى يعتمد على الرؤى والحالة النفسية كأحد أبواب الولوج إلى العمل جدير بالذكر أن هذه التجربة الرائعة يديرها فرع ثقافة الإسكندرية وذلك بقصر ثقافة الأنفوشى حيث تنطلق الفنانة الشابة وزملائها فى مجموعات عمل (ورش فنية) خارج أروقة بيوت وقصور الثقافة مما يعتبر أحد أهم أدوات النقل والجذب الثقافى والفنى خاصة فى الأحياء الشعبية تأتى محاولة التنوير على هذا الجهد لتطويره ودعم وتفعيل هذه الطاقات لتعظيم جهودها على نحو أرحب لتظل الثقافة ويظل الفن كأحد أهم معطياتها قادرا على مد جسور التواصل بين كافة أطياف المجتمع

تمتلك الهيئة العامة لقصور الثقافة طاقات ضخمة من المبدعين الشباب فى كافة المناحى والأصعدة ممن يمتلكون قدرات إعادة تشكيل الواقع بما يتوائم مع رؤية الدولة فى حجز مقعدها على الصعيد العالمى مع الأخذ فى الإعتبار بدور الثقافة فى المساهمة جديا لتشكيل وتطوير الوجه الحضارى للوطن تعتمد فى ذلك على المنهج العلمى بأعتباره أحد أهم الروافد الثقافية المرنة ولا يبقى أمامنا سوى ألتقاط كافة التجارب والتنوير عليها وتعظيمها على نحو يضمن لنا حق ريادة المنهج أو المدرسة أو الاتجاه ولا نغفل الأمكانات التى تمتلكها الهيئة العامة لقصور الثقافة وتطويرها بالشكل الذى يمنحها القدرة على مواجهة التحديات الثقافية لمواكبة المتغيرات الثقافية العالمية وهى تدرك جذور الهوية المصرية التى تشكلت بالتفاعل مع الكثير من الروافد الحضارية وهضمتها على تنوعها