بقلم/ محمد السيد ابراهيم
أَغمَضتُ عَيني فوقَ رُصفانِ الحياةِ
مُكلَّلاً بالشَّوكِ
مَصلُوبًا على جُدُرٍ مُسَنَّنَةٍ
فتنزِعُ من على روحي الثِّيابَ
وتَسلُخُ الجِلدَ الذي قد أَحرقَتهُ الشُّمسُ
ظِلِّي قد تَنَصَّلَ من ملابسيَ الممزقةِ الملامحِ
كنتُ أُبصرُهُ يسير إلى الغيابِ
مُخَلِّفًا جسدًا رَمَاديَّ الجروحِ
يقول لي :”إنِّي مَلَلتُكَ ، صَاحِبي ،
فاذَنْ بأن لا أَتبعَكْ”
.
أطبقتُ عيني بعدما نَبَتَتْ دموعٌ
مثلما إبرٌ تَخُزُّ الجَفْنَ ..
لكنِّي رأيتُكَ سَيِّدِي ،
نُورًا على نُورٍ
شَعُرُتُ بلمسةِ التَّحَنَانِ
فُتِّحَتِ الخلايا مِلءَ صوتٍ
قال لي :”اِخلعْ نِعالَ الحزنِ ،
إنِّكَ مُكرَمٌ عندي ؛
فَضَمِّدْ يا بنَ هذي الأرضِ
جُرحَكَ . . أَدمُعَكْ
.
“إِنِّي أنا (الـ ..) ……”
فيهُزُّني ظِلِّي ويَلثِمُ جَبهَتي
ويقول لي :”باللهِ ، اِغْفِرْ لي ، وقُل لي
،أيُّها الشَّبحُ المُسَجَّى فوق أنيابِ الرِّصيفِ ..
مُطاردًا من كلِّ ريحٍ ….
كيف تُشرقُ في الظَّلامِ ؟!
أصَاحِبي ،
مَنْ كان في الظَّلمَا مَعَكْ ؟!