هل تايوان دولة مستقلة

هل تايوان دولة مستقلة؟ جدلٌ قائم بصدد اعتبار جزيرة تايوان مستقلة عن الصين أم تابعة لها.. فقد كانت البداية حينما انقسمت تايوان عن الصين إثر حرب أهلية جعلت الشيوعية تمسك بزمام السلطة ثم إعادة حكومة القومية الصينية مرة أخرى، وفي الواقع العربي يسعنا التطرق إلى تفاصيل الخلاف عن كثب.

هل تايوان دولة مستقلة

ثمة معايير تحدد ما إذا كانت دولة ما مستقلة أم لم تنل استقلالها بعد.. نعلمُ أن الدولة المستقلة هي ذات السيادة الكاملة على أراضيها، وعلى الرغم من أن معايير الحكم على السيادة أصبحت مغايرة الآن، فقد استحالت السيطرة الفعلية بالجيوش والأسلحة إلى سيطرة فكرية على العقول وتبعيتها.. إلا أن الأمر يعنينا كدولة لها حكومة تدير شؤونها، فقديمًا كانت الدول التابعة لا تمتلك مثل هذا الحق.

فلنا أن نتدارك تلك المعايير فيما يخص تايوان، تلك الجزيرة التي تقع بجوار الصين القارية، مقاربة في مساحتها حجم الولايات المتحدة في ديلاوير وميريلاند.. لكن تايوان اختلفت عن سابق عهدها، لاسيما بعدما انتصرت الشيوعية في عام 1949 وقد فر أنصار القومية الصينية إليها لينشؤوا حكومة هناك ومنها تم الاعتراف بها من الأمم المتحدة باعتبارها “الصين” وذلك في عام 1971م.

من هنا نجد أن الصين تعتبرها جزءً منها، فلا تنأى تايوان عن جمهورية الصين الشعبية، التي تريد توحيد البر الرئيسي والجزيرة، إلا أن تايوان ذاتها ترى نفسها أنها دولة مستقلة عن الصين.. باعتبارها إقليم معترف به دوليًا بغض الطرف عن تلك النزاعات على الحدود التي لا يُعتد بها.

كما أن الضغط الصيني على المجتمع الدولي وفق زعمها أنها لا زالت تسيطر على تايوان، يجعل تايوان فاقدة عضوية في الأمم المتحدة –التي تقبل بدورها عضويات الدول المستقلة فحسب- كما أنها لا تحتفظ بسفارة في الولايات المتحدة الأمريكية، والكثير من البلدان لجأت إلى منظمات غير رسمية لإقامة علاقات تجارية مع تايوان.

حيث تعمل الولايات المتحدة الأمريكية على الاستفادة من العلاقات الرسمية مع الصين وهي شريكها التجاري الأكبر، في ظل احتفاظها على علاقات قوية مع تايوان، وهو التوازن المُحكم الذي أتقنته أمريكا على مدى عقود طويلة.. من هنا نصل إلى حقيقة مفادها أن استقلال تايوان على الورق فقط، طالما لم تعترف بها الأمم المتحدة، وفقًا لرغبة الصين الشعبية التي لا تريد تايوان مستقلة، وإعادة ضمها إلى الصين.

ما الذي يجعل تايوان مستقلة؟

لم يُعترف بتايوان كدولة مستقلة من أغلب الدول، وهي تواجه الكثير من العقبات التي تحول دون استقلالها، والذي يمنعها من المشاركة في عضوية المؤسسات والمنظمات العالمية، ولكن إن كانت إجابتنا على سؤال “هل تايوان دولة مستقلة” بالإيجاب، فإننا بصدد ذكر الدلائل على تلك الإجابة القاطعة لتأتي على النحو التالي:

  • اعتبارًا من عام 2007 هناك ما يقرب من 25 دولة تعترف بتايوان دولة مستقلة.
  • لا توجد دولة تمتلك السلطة على أراضي تايوان، حيث تحافظ على سيطرتها الخاصة.
  • لديها فروع متعددة للجيش والبحرية والقوات الجوية وخفر السواحل وقوات مسلحة، علاوة على أنها تمتلك ما يصل إلى 400 ألف من أعضاء الخدمة الفعلية في الجيش.
  • تنفق تايوان على الدفاع ما يقرب من 15% من ميزانيتها العامة.
  • تتمتع بشبكة نقل قوية في الداخل والخارج، تتكون من خطوط الأنابيب والمطارات وسكك الحديدية والموانئ.
  • الاقتصاد التايواني منظم، ولها عملتها الخاصة “الدولار التايواني”.
  • من الناحية الاقتصادية، يبلغ نصيب الفرد من الدخل المحلي الإجمالي نسبة تجعلها من أول 30 قوة اقتصادية في العالم.
  • تعتبر موطنًا لما يصل إلى 23 مليون شخص وما يزيد.. ويبلغ عدد سكانها أقل من كوريا الشمالية وأكبر من رومانيا.

الدول التي تعترف بتايوان

ارتباطًا بإجابة سؤال “هل تايوان دولة مستقلة” نجد أن هناك عدد من الدول التي اعترفت باستقلالية وسيادة تايوان، هذا ما كان يخول لها الاحتفاظ بسيطرتها على أراضيها، ومن تلك الدول ما يلي:

  • باراغواي
  • بالاو
  • بليز
  • توفالو
  • جزر مارشال
  • سانت فنسنت وجزر غرينادين
  • سانت كيتس ونيفيس
  • سانت لوسيا
  • السلفادور
  • غواتيمالا
  • مدينة الفاتيكان
  • ناورو
  • نيكاراغوا
  • هايتي
  • هندوراس

لماذا ترغب الصين في ضم تايوان؟

في الآونة الأخيرة حذر الرئيس الصيني “شي جين بينغ” أن تايوان يجب أن تندرج تحت السلطة المباشرة للصين، وأن يتقبل الشعب التايواني هذا الأمر، وأن له كامل الحق في استخدام القوة، ومن الأفضل اللجوء إلى باب التواصل والإقناع الدبلوماسي لتحسين الروابط بين الطرفين بالتوحيد السلمي.

بكين العاصمة تصر أن الصين الشعبية هي الوريث الوحيد الذي يحمل لقب دولة الصين، ومعنى أن تكون تايوان مستقلة فإن هناك من يشاركها في هذا اللقب، لذا فإن سياسة الصين الواحدة هي الأحرى بأن تُطبق من وجهة النظر الصينية.

سياسة الصين الواحدة

تلك السياسة التي تعزو إلى 1949 في تاريخ نهاية الحرب الأهلية الصينية، تمثل اعتراف دبلوماسي بوجود حكومة صينية واحدة، مما يعني اعتراف القوة الأمريكية بأن العلاقات الرسمية تكون مع الصين فقط لا جزيرة تايوان، حيث تعتبرها الصين بمثابة مقاطعة تسعى إلى الانفصال عنها وهي جزء منها ستحاول توحيده مع البر الرئيسي لها.

تعتبر تلك السياسة هي حجر الزاوية في العلاقات التي تجمع بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، لاسيما في الدبلوماسية، وهذا لا ينفي تعاون الولايات المتحدة الأمريكية بشكل غير رسمي مع تايوان فيما يتعلق بمبيعات الأسلحة.. حتى تقدر على مجابهة عدوّها الصيني.

بناءً على تلك السياسة فإن أي دولة ترغب في إقامة علاقات دبلوماسية مع الصين عليها أن تقوم في بادئ الأمر بقطع أي علاقة تجمعها بتايوان، الأمر الذي يعزل تلك الجزيرة عن أي علاقات دولية.. وهي التي لا ترغب في أن تكون بمعزل دبلوماسي وتعترف باستقلالها.

الخلاف الصيني التايواني

إن الوضع السياسي بين الطرفين يعتبر معقدًا بعض الشيء، لأن الصين الشعبية تارة ما تلجأ إلى الحل العسكري باعتباره الحل الأجدى مع زعم تايوان في إعلان الاستقلال، وعدم تقبلها للوحدة في كيان سياسي، وهو الحل الدستوري من وجهة نظرها، على الرغم من لجوؤها في تارة أخرى إلى الجهود الدبلوماسية حتى لا تدع للتعزيزات العسكرية مجالًا للحرب.

على جانب آخر، ترى حكومة الصين الشعبية أن احتفاظ تايوان باسم “جمهورية الصين” أفضل من أن تحوز على الاعتراف بشرعية استقلالها دوليًا.. وفي ذلك تتفاوت الآراء بين القوى العظمى.

التسلسل الزمني لتاريخ تايوان

لم يُكتب لتايوان الاستقلال منذ أمد بعيد، فقد تعرضت إلى الاستعمار كثيرًا، وإلى الآن نزعم في تساؤل “هل تايوان دولة مستقلة” أنها لم تشهد الاستقلال الحقيقي.. هذا ويأتي التسلسل الزمني على سيادة الدولة على النحو التالي:

فورموسا الهولندية 1624 – 1662
فورموسا الإسبانية 1626 – 1642
مملكة تونغنينغ 1662 – 1683
فترة تشينغ 1683 – 1895
جمهورية فورموزا 1895
حكم اليابان 1895 – 1945
جمهورية الصين منذ 1945

تعتبر تايوان واحدة من النمو الاقتصادية في الجنوب الشرقي لقارة آسيا، فهي قوة اقتصادية لا يُستهان بها في مختلف المجالات.