13034109621474309688

أنهت مشيخة الأزهر أزمتها مع المملكة العربية السعودية، التى تسبب فيها مؤتمر أهل السنة، الذى عقد فى الشيشان برئاسة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، واستبعد السلفية الوهابية من مفهوم أهل السنة.

 و ذكر “الوطن” أن وفد المشيخة، الذى ترأسه الدكتور عباس شومان، وكيل شيخ الأزهر، ومحمد عبدالسلام، مدير الشئون القانونية بالمشيخة، وصلاح العادلى، أمين سر هيئة كبار العلماء، قدم فى نهاية زيارته إلى السعودية، أمس، اعتذاراً للقيادات الدينية فى المملكة عن الأزمة التى سببها المؤتمر.

وقال «شومان» فى تصريحات، نشرها عبر صفحته على «فيس بوك»: «المؤتمر تم استغلاله فى إطار الحرب والسعى الحثيث للإيقاع بين علماء الأزهر والمملكة، وإشعال فتنة مصطنعة، ورأى الأزهر كان سريعاً وواضحاً وحاسماً بعد صدور البيان الختامى للمؤتمر، الذى لم يشهده ولم يشارك فيه». وأضاف: «قلنا إن شيخ الأزهر حضر الجلسة الافتتاحية فى إطار زيارته للشيشان، ولم يذهب للمشاركة فى المؤتمر، ولم نشارك فى صياغة البيان الختامى، وصدر عن الأزهر العديد من التصريحات الواضحة، فلا يمكن أن يقبل الفكر الأزهرى أن المملكة بعيدة عن أهل السنة والجماعة». وتبرأ «شومان» من تصريحات الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، التى هاجم فيها السعودية، قائلاً: «قائلها مسئول عن نفسه، ولا يمثل الأزهر، فلا توجد بقعة فى الأرض إلا تدل على وجود المملكة وتوجهها لخدمة الإسلام والمسلمين».

وقال «شومان» فى بيان لاحق، إن جهود المملكة فى خدمة الإسلام والمسلمين تتحدث عن نفسها، وليست بحاجة للحديث عنها، مضيفاً: «نجاح موسم الحج رسالة واضحة ودليل قوى على قدرتها على تنظيم أمورها والحج»، مشدداً على أن منهج الإمام الأكبر، ورسالته الكبرى هى وحدة المسلمين فى مواجهة الأخطار المحدقة بالأمة ومواصلة تنسيق الجهود بين الأزهر وعلماء السعودية لخدمة قضايا الأمة ومواجهة التطرف والإرهاب.

وعقد «شومان» لقاءً مفتوحاً مع المثقفين والمفكرين وأساتذة الجامعات ورؤساء المراكز الإسلامية وأعضاء بمجلس الشورى وقيادات بوزارة الشئون الإسلامية بالسعودية، قبل ختام زيارته، أعرب فيه عن تقدير الأزهر للدور الذى تلعبه المملكة لخدمة المسلمين. وحرص شيخ الأزهر على وحدتهم، وبذل الجهود الحثيثة والمخلصة لتصحيح صورة الإسلام التى أساء إليها المتطرفون والجماعات المسلحة، بالإضافة إلى رصد كل ما يصدر عن الحركات المتطرفة والرد عليهم وتوعية الناس بمخاطرهم. وشدد على حرص الأزهر على تنسيق الجهود مع علماء المملكة فى هذه المرحلة الحرجة والخطيرة من تاريخ الأمة العربية والإسلامية.

والتقى وفد الأزهر، بالشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، مفتى المملكة وعدد من أعضاء هيئة كبار العلماء بالسعودية، كما عقد لقاءات مع وزارة الشئون الإسلامية السعودية، منها الاجتماع الأول للجنة التنسيقية المشتركة، الأحد الماضى، لبحث سبل مواجهة الفكر المتطرف والجهود المبذولة.

وشهد الاجتماع تأكيد الجانبين أهمية تنسيق الجهود، فى المرحلة الراهنة، لمواجهة التحديات شديدة الخطورة التى تواجه الأمة، ومواصلة التعاون الفعال فى محاربة كل فكر يسىء للإسلام، بتنفيذ خطط فكرية ترد وتفند الأفكار غير الصحيحة، ورفع أى ستار أو إطار دينى عنها، وبيان أن التطرف لا علاقة له بشريعة الإسلام السمحة، أو بديننا، وأن محاولات إظهار تلك الانحرافات على أنها من الإسلام وتعاليمه، إنما هى تغرير بالشباب وغواية له.

فى المقابل، قال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، لـ«الوطن»، إن ما يحدث من «شومان» مزايدة رخيصة لا تليق أن تصدر من قيادى بالأزهر، فوفد المشيخة، ذهب لما يسمى التعاون بين الأزهر والشئون الإسلامية السعودية، مع علمه وتيقنه أن المسافة شاسعة بين الأزهر الأشعرى، والسلفية الوهابية، ولكن ما يحدث الآن محاولة للتراجع عن مؤتمر الشيشان، فالمشيخة تفتح بالباب بزيارتها لتسييس الدين لمصالح شخصية.