احمد عواد

 

بقلم : أحمد عواد

تشتبك الارادة المصرية فى مواجهات كثيرة وساخنة تحمل صفة الانية كل على حده ولكنها مجتمعة فى ان واحد فى ظل الظروف الراهنة التى يمر بها العالم فى مواجهة كورونا تلك الجائحة التى اجبرت العالم على التباعد وربما الانغلاق او الانشغال بالداخل مما دفع الذئاب او بالاحرى كلاب الصيد تنطلق لتحقق صيد ثمين ربما لا ينالون منه شيئا لكنه الولاء الذى نعرفه جميعا.

وتبدا اولى هذه الاشباكات بلملف سد النهضة حيث استطاعت الدبلوماسية المصرية كشف الكثير من اوراق اللعبة حال تقدمها لمجلس الامن بغية اضطلاعه بمهامه فى ملف سد النهضة على الرغم من امتلاكها قوة الردع العسكرى بتفوق كبير على اثيوبيا التى لعبت دور كلاب الصيد فى ملف لا يتحمل كل هذا التعنت الغير مبرر فى كافة مراحل التفاوض مع مصر والسودان خاصة فى نسخته الاخيرة التى تبنته الولايات المتحدة الامريكية والبنك الدولى ولما كانت مصر مدركة لحقيقة الصراع فى منطقة الشرق الاوسط ذهبت الى مجلس الامن مما اضطرت معه امريكا لان تحذر اثيوبيا مباشرة من عدم البدء فى ملئ السد الا بعد التوقيع على معاهدة عادلة تضمن حق كافة الاطراف

الغريب فى الامر انها وجدت هذا التحذير مباشرة بعد ذهاب مصر لمجلس الامن وهى ترجئ الحل العسكرى لنهاية المطاف لتكشف بذلك بعض اوراق اللعبة التى تتم فى المنطقة العربية كاملة وتحديدا العراق وسوريا وليبيا حيث الاعتداءات الصارخة التى تقوم بها تركيا لتؤكد انتهاكها لكافة الاعراف والمواثيق الدولية التى تتحث عن حق الشعوب فى تقرير المصير الا ان البلطجة التركية مدعومة من الادارة الامريكية بالوكالة عن حلف الناتو وندرك ايضا انها احد كلاب الصيد الذى يطارد الفرائس لحساب سيده ويعد هذا الملف هو الاخطر والاكثر تعقيدا ففى الوقت التى تذهب فيه تركيا الى احداث خلل فى التوازنات العسكرية فى كل من سوريا وليبيا هى ايضا تؤثر فى ديموجرافية المنطقة لصالح الكيان الاسرائيلى المحتل حتى يستطيع التمدد دون وجود حوائط بشرية كما تم ابان الاحتلال العثمان التى زرعت اسرائيل فى غضون سيطرته على ارض فلسطين والشام وكأن التاريخ يعيد ذاته فهو ارث تاريخى لن تنساه ذاكرة الشعوب التى وقعت تحت ظل هذا الاستعمار فذاقت من مرارة الفقر والجهل والمرض ما لا يحتمله البشر ان هذا الاشتباك وحده سيظل الاكثر تعقيدا لان ليبيا التى يتم تمويلها بالارهابيين تشترك معنا فى حدود تزيد عن ١٢٠٠ كيلو متر بما يسمح بتدوير عجلة الارهاب ضد مصر شرقا وغربا بما يشغلها عن مشروعها التنموى ويحول بينها وبين استثمار ثرواتها فى البحر المتوسط وفى اعتقادى ان صفقة القرن هو اسقاط مصر وارى ان القيادة المصرية تستشعر ذلك وتعمل بشكل دبلوماسى لتبنى جدار ثقة بين حلفائها اولا وترسخ لدى الجميع عقيدة صلبة تؤكد ان مصر دولة سلام لكنها قادرة على ردع كل من تسول له نفسه الاقتراب من خطوطها الحدودية لتتفرغ الى الانتهاء من خطتها التنموية ومواجهاتها للتحديات الكبيرة التى تتواثب فى ظل الظروف الراهنة

ومما سبق يتاكد وحدة العدو الذى يدير كل هذه الملفات دفعة واحدة وفقا للاستراتيجيات العسكرية التى تقر (بان اخطر الهجمات الشرشة تبدا بابعد نقطة عن الهدف) وقد بدأت هذه الهجمات من العراق ثم سوريا ثم ليبيا لتحقق ايران الهلال الشيعى وتركيا واسرائيل اوهامها التوسعية لذا تظل ليبيا هى كلمة السر لسقوط الشرق الاوسط باسره فى شرك الاستعمار