عَينا الحبيبةِ مَاسَتَانِ
وتَكفيانِ إذا تغافلَتِ النُّجومُ عن السُّطوعِ
أوِ الشُّموسُ عن النَّهارِ المنتظَرْ
...
لكنَّني كي أُطعِمَ الأطفالَ
في عصرِ المجاعَةِ 
بِعتُ عَينيها لِنَخَّاسِ المشاعرِ
بينما اكْتَفَتِ الحَبيبَةُ بالعَصَا :
هِيَ عَينُها الخَشَبِيَّةُ الحمقاءُ
إذ تهوَى العِراكَ مَعَ الحوائطِ والموائدِ والحَجَرْ !!
...
في كُلِّ يومٍ بعدما يغفو الصِّغارُ
تزورني في غُرفتي الملأَى بأوراقٍ تُبعثُرني
إذا اشْتَدَّت رياحُ الفَقدِ
وَانْحَنَتِ الأصابعُ كالنُّصُولِ على الحروفِ تَحُزُّها
تُلقي على الأوراقِ آخرَ ما تَبَقَّى مِنِ حديثِ العُشبِ
ترتديانِ عُرىَ الرُّوحِ تَبسُطُ ثوبَها . . .
تتقاسَمانِ المِلحَ والذِّكرى وأُغنيةً لفيروزٍ
وَلِلسَّيَّابِ في أُنشودةٍ عَنِ المطَرْ
......
في الليلِ تَستلقي السَّماءُ على الرِّمالِ
وتنثرُ الألماسَ من ضوءِ النُّجومِ على الشَّواطئِ
تُرفعُ الأستارُ عن عينينِ قُربَانينِ 
لِلبحرِ المتَوَّجِ بالوداعِ
ورَعشةٌ في الرِّيحِ 
حينَ تسيرُ أنثاىَ الوحيدةُ نحو عرشِ الماءِ
تدخلُ سِجنَها الأبديَّ
 أُبصرُها تُلَوِّحُ لي
وتُلقي بِابْتِسَامَتِها الحزينةِ صَكَّ غُفرانٍ
ولكنِّي بترتُ ذِراعيَ اليُمنى
وباليُسري اتَّكأتُ على الهواءِ المُحتَضِرْ