كتب / محمد السبد ابراهيم

الشعر العامى شعر تكتمل فيه العناصر الشعرية ، فإلى جوار الوزن والقافية نجد الصور والعوالم والحالات الشعرية، والإيقاع، والرموز الفنية، والتشكيلات الجمالية، والرؤى الفكرية . . ، وفي إحدي التعريفات التي أعجبتني من قال :”العامية ابنة شرعية للفصحى” .. ، الشاعر وليد المصري شاعر له قاموسه اللغوي الخاص ، وصوره التي تفرد بها ، يكتب بالفصحى والعامية ، فما أسعدني بصداقته !! ، الأصدقاء الأعزاء ، من باب التعارف وليس المفاضلة أعرفكم إلى شعر الأخ والصديق وليد المصري من خلال بعض القصائد ، له ولكم جزيل الشكر والتقدير .
………………………….
قصيدة / حبة ملح
……………….
كرسى و شمسية و جورنال
و سجارة فـ ايدى ..
و انا قاعد على شط البحر .
قرص الشمس اللى مروح و ساحبنى وراه ..
و طعم الملح اللى فـ حلقى
بيهزوا فـ جذوع الذكرى
فتسقّط ملح ..
على لعبة
كنا بنلعبها
من واحنا صغار
(حبّة ملح )
رغم ملوحة اسم اللعبة ..
بتفرحنا . . .
نسكن دوايرها المرسومة
على أرض الخوف اللى مالينا
لينادوا علينا ونتفرق ،
نبدأ نكبر
ننسى اللعبة
نجرى لكن مش مع بعض
لحد جبينّا ما يطرح ملح
……………….
قصيدة / راكوتيس
……….
كلما هبتْ ريحُ الشتاءِ على راكوتيس
تفتحُ بابَ السدرةِ
لعرباتٍ تجُرُها الخيولُ
محملةً بأنقاضِ البيوتِ المصانعِ
و أجسادِ البشرِ
باتجاهِ الباب الشرقى تدفعنى
عندَ مقهى سيد درويش
الذي فشل في الحصول على الشهادةِ الإعدادية
مقهوراً .. ارتدُ إلى منازلِ السجناءِ
و كبارِ السنِ للحصولِ عليها
دونَ عناءٍ أو قراءاتٍ
سوى في التاريخِ
وجغرافيةِ تلك المدرسةِ السمراءِ
التي تشبهُ خريطةً صماءَ
أحفظها عن ظهرِ قلبِ
كما أحفُظ شوارعَ و ساحاتِ راكوتيس
تلتها التي كنتُ أبيتُ فوقها
أسفل عامودٍ من الجرانيتِ
أقامَه المصريونَ القدماءُ
تخليداً لذلك الـ (دقلديانوس)
قبل أن يصير سفاحاً .. كيدِ أبى
طالما حاولتُ مراراً أن أمررَ الأحلامَ
من بينِ أصابعها .. فتأبى
أحاولُ .. و تأبى
إلا أن تكونَ كالدُّبِّ
تهشمُ رأسي . . .
ليتناثر رذاذُ الأحلامِ من وجنتي و فمي
البعضُ على وجهِ أبي .. يصفعه
و البعضُ الآخر على قميصٍ كنتُ أرتديه
و بعد محاولاتٍ عدةٍ فاشلة من أمي
لمحوِ أثارَ أحلامي منه
ترميه
يلتقطُه بائعٌ متجول لابنه
الذى ما إن ارتداهُ
صار مهندساً للـديكور
أما أنا ..
مازلتُ قابعاً أسفل التلةِ
مطأطِئَ الرأسِ
أتمتمُ أشعاري و لعناتي
و تارًة .. حمالٌ
أقومُ بتحميلِ عربات تجرُها الخيولُ
بأنقاضِ البيوتِ و المصانعِ و أجساِد البشرِ
و كلما هبتْ ريحُ الشتاءِ على راكوتيس
تفتحُ بابَ السدرةِ و تدفعني
باتجاه بابٍ آخر
……………..
قصيدة / وجع
………
بارده الشوارع فيكى
احساسها متجمّد
جايلك على استحياء
فاتح بيبان الظن
و الظن مش سيئ
لكنه صوت القلب
ودَّانى للأسوأ
ميّت جعان و البرد
ع الأرض جمِّدنى
متغطى بالجرانين
الـ فيها من روحى
حروف ماليها الوجع
………………
جايلك على استحياء
قلبك على حجر
رافض نزول سوئتى
جمّع عليا البشر
يهينوا فـ الجته
يا قاهره كونى
برد وسلام ع القلب
……………..
قصيدة / ورقة عيش
* * * * *
على فرن قدام بيتنا القديم
كام رغيف بيجلدو ف دماغى
و يطلعو فوق السطوح
ينشو حمام غيتى ع المغارب
مع صوت منير فى الخُن
” يا معلقين ع المراجيح
و الحبل مستورد فاخر ”
كام رغيف ..
بيولعو تليفزيون تليمصر
و نار امى .. بموت حليم
و خلو ابويا ..
يسب و يلعن فى التليفزيون
لما قطعو فيلم
الناصر صلاح الدين
كام رغيف ..
بيصحو احلام العيال
انا بكره ح اكبر
و ابقى محمود ياسبن
و احارب اسرائيل لوحدى
و ابقى لعيب كبير
و العب فى الناحيه الشمال
من وسط الجماهير
و ارسم جيفارا ..
على كل حيطه ف شقتى
كام رغيف ..
مكسوفين يبصو
فى عيون ابله زبنب
عشان فى مره سألتنى
مين اللى قتل كليبر و ماعرفتش اجاوب
و انا اللى شاطر جدا جدا .. فى التاريخ
…………………….
قصيدة / مرايا
……………..
رغم حالة الخانقة إللى مسكانى
من ساعة ما صحيت
إللى طمنى
صورة صوتك المتعلقة
فوق جدران ودانى
و هى بتنادينى : حمد لله ع السلامة
لسة بردو زعلان إنك رجعت
.. لسة شايل شنطة همومك على كتفك
المرة دى لو رجعت .. انسانى
أنا رجعتلك .. عشان أشوفنى
و برائة وشك إللى قتلتُهم
رجعنا .. ؟
ولا لسة جلدك
.. ملوّنه الدخان .. ؟