أحمد الحداد

بقلم : أحمد الحداد
لا أخفيكم سرا أن جزاء سنمار ذلك المهندس الذى أمر الملك أن يلقيه الجنود من أعلى القصر الذى صممه لمولاه كان هو نفس جزاء توفيق عكاشه المؤيد للنخاع للحكم والحاكم…

ربما خشى الملك من سنمار ان يكرر تجربه التصميم لغيره وحرص على الانفراد بالتميز المعمارى …لكن لماذا ينال عكاشه ذلك المصير ؟

لا أشكك فى وطنيه دكتور توفيق ولا اقلل من جهد الرجل المخلص بسطحيه غالبا وبعمق احيانا فى محبته للوطن ولابنائه…ربما ظهر علينا كعادته بسيط اللهجه او متباسط عن عمد مصطنع لدرجه التكلف المضحك…لكنه دائما وأنا استقرأ شخصيته يريد للوطن خيرا ما استطاع…أعلم انه يقينا لسانا لجهات امنيه لكنى ايضا اثق فى رؤيتها وما تمتلكه من بيانات تستشرق بها الغد الذى تتلاعب به الايادى الداخليه والخارجيه…

توفيق عكاشه من اختلف معه فى تذبذب مواقفه وتناقض أراؤه وخاصه حول ثوره 25 يناير هو نفس الرجل الذى واجه بصدر مفتوح تسلط حكم الاخوان ..هو من حمل رايه وطنيه حملناها جميعا من اجل اسقاطهم لكنه كان فى اوائل الصفوف بالمال والنفس …ربما ذلك الموقف هو ما يجعلنى اعتقد ان الرجل تطهر من جزء من ذنوبه الفلوليه خاصه انه لم يكن مصدرا للقرار او الثقل السياسى اثناء حكم مبارك…بل ظل باحثا عن دور وموقع دفعه احيانا لتقبيل الايادى …

ما يجعلنى لا أقسو حكما على توفيق عكاشه هو يقينى ان كل العاملين بمنابر الاعلام المرئى نماذج ثعلبيه تؤدى نفس دور الرجل لكن بوجوه حملان ونبرات ثوار وضمائر لا تعرف الا مصالحها…ولهذا يتميز عكاشه فهو يملك ضميرا ساذجا يعشق الوطن و يتخيل ان امثاله دائما لهم قيمه مكانيه بالمستقبل كلما اقتربت ان تتحقق سرعان ما تتحول لسراب…

ان أردت ان تستقرأ مطبخ السياسه فى مصر دون ذواق او مقبلات استطعم من يد توفيق عكاشه فهو لا يملك حنكه الكتمان او الاختزال وغالبا ما سيجرفه الحديث للقول الغير مباح….

شئنا ام أبينا اصبح الرجل مدرسه اعلاميه اختلفنا كدارسين لعلوم الاعلام مع فطريه ادائها الا انها اصبحت واقع غير محمود لكنه ايضا غير منبوذ..ولها وله مريديها من طبقات المجتمع…

عودا لفكره الجزاء ….ستجد ان السبب ببساطه ليس التصادم مع الحاكم فالرجل محب عاشق للرئيس لكنه تناحر مع الحكم ..والفرق كبير فى مصر ما بين الحكم والحاكم …فليس شرطا ان يمتلك الحاكم مقاليد الحكم وليس عيبا ان يدير الدوله الحكم لا الحاكم…

فقد توفيق عكاشه فراسته عندما تمسك بقميص الملك المخلوع وتخيل ان أخلاق الفلاح ستزيده احتراما ونسى ان محبته للملك الحالى لا تقبل شريكا فيها…هذا ما أيقنه بدهاء من قفز بخفه من قارب الماضى امثال أحمد موسى ومصطفى بكرى ووائل الابراشى وعمرو اديب ولميس الحديدى…

مصر الان فى حرب تكسير العظام مابين فلول الماضى حاملى براءات المحاكم واموال الشعب وما بين حاملى الرتب و ازمات المستقبل…وكلاهما يريد ان يوجه الدفه او ان يعيد السيطره على الاخر…

باختصاااااار….
(توفيق عكاشه رغم شهرته ليس سياسيا بل مواطن )