تنهد الأول يائساً: هو صلاح جاهين أنتحر ؟؟

قفزت دمعة من عين الثاني في كوب الشاي الفارغ امامه، فأمتلأ وأعتدل قائلاً: لأ..منتحرش

 

***

رحلة البطاريق السبعة

 

الثلاثاء:

في يوم أزرق..أزرق بالفعل، فقد كان أول يوم في نصف السنة الشتوي الجديد جاء الرسول…

بطريق ممتلئ مرهق، تدور حول عينيه الحلقات السوداء، وقف في ساحة المدينة وقال: ان النبي يبشركم بفيضان عظيم…يريد أثنان للطوف…

***

 

– إن الدين والأخلاق لهم أخصاء لإرادة الأنسان الحرة ومحاكمة هدفها التفتيش والعقاب

نيتشه

– الله لامعنى ولا وصف ولا طاقة ولا مادة، ولا شيء يمكن اختباره، لكنه موجود

هيباتيا

– بجنيه واحد تقدر تشتري أدعية الاستغفار، ربنا سهل الوصول له

عم سيد

– لم أتوصل لتعريف بعد

سمر جبر

 

***

 

قررا أن يذهبا ضمن السبعة..بينما كانا يتضاجعان لأنجاب نسل حب مثلما يحبان بعضهما…هاجمهم الخمسة

 

***

 

 

السبب الذي ربما يدفعني لقطع شراييني، هو لإجبار والدي تذوق الذنب ولكني أعرف أنهم لن يشعرا به

الراوي

هناك الكثير من الأقوال العارضة في هذا النص

قول عارض

 

***

جلس الشيخ اعلى صخرة المدينة، يريد أن يلتهم الموسيقى، موسيقى الطبيعة المورقة حوله، ربما يرغب بابتلاع الطبيعة نفسها. ربما أخطأ طريقه في الحياة. فهو لم يضل أبداً، لم يخطئ، لم يشعر بالندم او بالذنب طوال حياته. لم ير الله كذلك. حتى صاحب الطوف، لم يدعوه إليه وهو يدعو كل العالم إلي طوفه وهو ابنه..ابنه البكر، الناجح، الهادئ…الشيخ. ربما يحتاج إلي طريق آخر ليسلكه، فتح عينيه ليتابع الطريق الذي أرتسم أمامه.

***

أنا غانية المدينة. أضاجع دستة من الرجال كل يوم، نصفهم يتلوى أثناء المضاجعة والنصف الآخر يقسم بمضاجعتي في السوق، لكني اليوم مجهدة، كأني تعبت، مع أني أشعر بالشبق عندما دخل هو في منتصف مضاجعة ما وأزاح من فوقي وبدأ هو….

***

لحم في لحم

الشيخ والغانية يهم بها وتهم به. يصرخ: هيا

تصرخ هي: أنتظر، يدخلها بقوه: هيا

فتتأوه: أنتظر، لجزء من ثانية تتحول لأفعى تتلوى أمامه وتلتف حوله، فيصرخ فزعاً: هيا

تنتفخ بطنها وتنشق، تدفعه بمائها إلي الجدار المقابل، تغرقهم المياه وتخرج الأفاعي الصغيرة ملونة، عصية ومغرقة بالطفولة تندفع إلي والدها المسارع بالهرب.

 

***

 

جلس عالم الفلك يراجع حساباته للمرة المائة:

اليوم هو الثلاثاء وغداً والأمس كان الثلاثاء وأنا لا أحبه.

الريح العجوز تشرق من بعيد، تقتلع شجرتين وتحتضن الحشائش

 

***

كانت المرأة المساحة، تمسح الطريق بعيناها من فوق مكنستها السحرية، بعدما تأكد لها ان المدينة تغرق بسبب آمرأة غبية، أخذت تدمع عيونها وتدمع عندما تركها حبيبها الأزلي وسط مضاجعة ما، يقولون دائماً: فتش عن المرآة وهذا قبل نابليون منتهز الفرص هذا، يقولون دائماً: المرآة سبب الكوارث، المرآة بأمكانها تحطيم العالم في لحظة وأعادة بناؤة، ان تجعلك تنسى انها هدمته فوق رأسك، لكن هذه المرآة بالذات..مطلوبة

 

 

كل يوم أرى قطة غبية مدهوسة في منتصف الطريق

آو في جانبه، يبز جانبيها بأحشائها، يلاحقها الذباب المسعور

وهي صغيرة جداً على تحمل الرائحة

وأتساءل: ما ذنبها في هذه الحياة ؟

خواطر أمرآة غبية

***

 

الآن عرف لماذا يبني والده الطوف، المياه تلاحقه والأفاعي ووجه الغانية التي هام بها طوال عمره. الناس تصفه بالعاصي وبعدما رأت ما يلاحقه وهو يهم بالهروب من بيت الغانية، أصبح الشيطان.

أحدهم يقسم أنه رآه يخرج بقدمي ماعز وذيل خنزير

 

***

هذا غير معقول، من المؤكد أن اليوم هو يوم آخر غير الثلاثاء الذي لا يحبه. هذا يوم أسوء بكثير.

 

***

 

بينما يلعب أخوه بورقة الجوكر الأخيرة ويراهن على أسماء من سينجون من الفيضان، تمتد يده لتغرف أخر جرعات من الأقراص ويده الأخرى تحتضن زجاجة فودكا جورباتشوف، دخل عليه أخوه الشيخ يطلب منه الاحتماء عنده. دهن ذيل الخنزير وقدمي الماعز بالزيت المقدس وقرأ عليه كل ما امكنه قراءته والأب ماض في بناء طوفه والمدينة تغرق رويداً رويداً…

***

تساءل عالم الفلك والفيلسوف آحياناً: لماذا لا يتحول لحمار وهو يحمل فوق رأسه هذه أضعاف أثقال الحمار، يهرش في رأسه ويفكر مرة أخرى، لماذا لا يستطيع أن يقهر الزمن او يوقفه او يرغمه على الانحناء ؟؟

وتبدأ أذنا الحمار في النمو.

 

***

 

الجالسون في المقهى، يلمس أحدهم كوب الشاي: اللعنة… لماذا يجب أن يكون ساخناً هكذا، يجب على الأشياء ان تكون أكثر …أكثر …كان يبحث عن الكلمة ووجدها…أكثر جمالاً.

 

***

 

يلاحقه رجال ونساء المدينة بالمشاعل لفوق الجبل والمياه ترتفع بسرعة، وأصبحوا يخضون جميعاً في الوحل وسط الجثث الميتة للكلاب والقطط والفئران مشقوقة أحشائهم بلا داعٍ، يجتاز أخيه طريقاً آخر لإنقاذه.

يقف فوق القمة التي تركها صباحاً.

ربما يقطع شرايينه الأن. ليس لأنهم يحاصرونه وانما فقط ليُشعر أبوه بالذنب.

يصيح أخوه :” لا لا تفعل..أنا أعرفك، انت الصالح فينا ” ويبكي آو يضحك

يستدير إليه بوجه نصفه لخنزير ونصفه الآخر لقرد، ذيل طويل يعبث حوله ولسان مشقوق يمده ليرفع آخاه به من عنقه بينما تتكسر عظام ظهره، ليخرج جناحا الغراب ويطير به وهو يحاول فقط أن يجيب : لا لا داعي لأنقاذي، فأنا بالفعل الشيطان.

****

عندما وصلا أخيراً البطريقين الناجيين من زحام الحقد والقتل والحيرة، وجدا حمار ينهق أعلى الجبل ولم يستطع أن يخبرهما غير ان ماحدث، قد كان في غير زمن بعيد وربما لم يكن يوم الثلاثاء، على الرغم من أنه شبه متأكد، انه كان الثلاثاء وعندما سألاه عن تاريخ اليوم، فنهق أنه الثلاثاء ايضاً. وانه جوعان مثلما يجوع يوم الثلاثاء. وان ربما احجية الزمن فقط هي الخاطئة، فلا وجود للزمن..

****

 

في المقهى

سأل الأول مرتاباً: هو صلاح جاهين مات ؟

أبتسم الثاني وأحتضن بيديه كوب الشاي الذي بردت سخونته وأجاب بعيون متألقة: لأ…مماتش