محمد قادوس

 

تأزمت الأوضاع الأمنية مجدداً في بنغازي شرقي ليبيا، حيث وقعت اشتباكات عنيفة بين قوات من الجيش الليبي موالية للواء المتقاعد خليفة حفتر، ومسلحين من كتيبة السابع عشر من فبراير. وأفادت مصادر طبية لـ”العربية” بأن 24 قتيلاً من قوات الجيش سقطوا، الجمعة، منذ بداية المواجهات المسلحة، بناء على جثثهم التي وصلت إلى المستشفيات. كما علمت “العربية” بمقتل اثنين من أفراد قوات الصاعقة في تلك الاشتباكات التي شهدتها المدينة. في حين أسفرت الاشتباكات عن إصابة حوالي 146 شخصاً بجروح، بحسب ما أفادت مصادر طبية.

هذا وعلمت “العربية” بأن قوات تابعة لحرس الحدود بوزارة الدفاع اقتحمت مقار مليشيات مسلحة في منطقة أبو سليم بطرابلس وأيدت تحرك قوات الجيش في بنغازي، وأن “الطيران الليبي أعاد قصف مقرات مجموعات مسلحة في بنغازي”.

وقد أعلنت الحكومة الليبية إغلاق مطار بنغازي بسبب الاشتباكات العنيفة التي تشهدها المدينة منذ صباح أمس الجمعة والتي استمرت حتى المساء.

إلى ذلك، أعاد بعض المحتجين إغلاق حقل الفيل النفطي شرق البلاد، فيما استمر توقف إنتاج حقل الشرارة.

وكان العقيد آدم الجروشي، قائد القوات الجوية الليبية السابق، قد صرح في مداخلة عبر قناة محلية أن قوات الجيش تتحرك ضد الإرهاب في بنغازي، موجهاً نداء إلى جميع أفراد القوات المسلحة للالتحاق بوحداتهم، وكل القواعد الجوية بالتحرك لقصف مواقع “الإرهابيين”. في حين أوضح شهود عيان أن قوات من سلاح الجو انضمت إلى مجموعة خليفة حفتر أحد قادة حركة التمرد التي أطاحت بنظام معمر القذافي في 2011، وقصفت ثكنة تحتلها “كتيبة 17 فبراير” وهي ميليشيات إسلامية. وقالت المصادر نفسها إن هذه الميليشيا كانت ترد بنيران المدفعية المضادة للطيران. وتدور مواجهات عنيفة أيضا بين المجموعتين حول مواقع يحتلها مسلحون إسلاميون في منطقة سيدي فرج في جنوب المدينة.

من جهته، أعلن محمد الحجازي الناطق باسم مجموعة حفتر لقناة “ليبيا أولا” المؤيدة لها، أن هذه المجموعة تسمي نفسها “الجيش الوطني”، وتؤكد أنها “تقوم بعملية واسعة لتطهير بنغازي من الجماعات الإرهابية”.

كما دعا قائد الجيش الليبي عبد السلام جاد الله “الجيش والثوار إلى التصدي لأي مجموعة مسلحة تحاول السيطرة على بنغازي بقوة السلاح”.