بقلم الكاتب: محــمد شـــوارب
رثيت لحالة الأمة، وما يجري في قلبها النابض، أوجعتني آلام حالها، وهى تتمزق وتتفرق بين الحين والآخر. وأسأل نفسي كما يسأل كل وطني وعربي مخلص لوطنه وبلده: ماذا حدث لأمة محمد؟ وماذا جرى لها؟ انتشرت الخصومات والقلاقل بين بعض البلاد. ونحن الذين سمحنا لأنفسنا بذلك، بأن تندس العداوة والشحناء، العدو يفرح ويلهو، ونحن ننزف الدماء هنا وهناك، وأصبح منا المعارض والمختلف في الرأي، وجرى بيننا الشيطان كي يلهو متلهثاً ليسكن أجسادنا ويعشش بيننا كأفراد وأوطان. رحل باني الأمة الإسلامية ورسول الإنسانية (صلى الله عليه وسلم) الذي كان همه وشغله الأكبر هو أن يترك الأمة مبنية على أسس وقواعد متينة لا تنفك ولا تنحل أبداً. لكن للأسف الشديد بدأت الأمة في حالة من الانهيار والإنكسار والأوجاع، ولم نحافظ على وحدتنا ومبادئنا وقيمنا. وأصبحنا نرى بلد ينهار تلو الآخر. ونحن صامدين هامدين، لا نجد الحل ولا المصالحة بين الأطراف المتخاصمة وتنهار الواحدة تلو الأخرى. .. من العاقل في الأمة حتى أسأله ويرتاح ضميري، بل الأمة العربية جميعها ترتاح وتنام هنيئة وسعيدة. لقد لعب الحظ دوره وخدم الأمريكان واليهود في أن ينالوا من شرقنا الأوسطي، ويحاولون تمزيقه وتفريقه إلى دويلات صغيرة ومشكلات تتراكم. ولم يسأل كل عربي ووطني يقيم داخل وطنه: لماذا أوطاننا هي المقصودة والمستهدفة؟. .. وعلى كل العقلاء من بين الأمة أن يراعوا كل الدسائس والمؤامرات والمكايد من هؤلاء الحاقدين علينا. فلماذا لم نلم الشمل ونرجع إلى ضمائرنا حابين متحابين، نترك ونرمي من وراء ظهورنا البغضاء والشحناء والخصومات. وأن يكون هدفنا الأول هو اتحادنا وبناء أوطاننا، وأن نرفق ببعضنا البعض. علينا أن نشبع جوعنا بالحب والعطاء، علينا أن نعمل لأولادنا وأحفادنا من بعدنا ونترك لهم مستقبل مشرق ينير لهم طريقهم. رحم الله الزعيم الخالد (جمال عبدالناصر) عندما كان شغله وهمه هو أن تكون العرب والأمة العربية يد واحدة مبنية على الإخلاص تجمع ولا تفرق. .. وعلى كل بلد ووطن عربي أن يراعي بلده بإخلاص، وأن يراعي الجيره بين الأوطان الأخرى من خلال بناء جدران وحدود قوية تساعد على بناء البلاد وليس لتخريب البلاد. إلى كل الأوطان أنظروا ماذا ترك الراحلين؟ وماذا سوف يترك الباقين؟ انظروا لأبنائكم وأحفادكم ماذا سوف تكون سيرتكم، وماذا سوف يسجل التاريخ لكم الخير أم الشر. يا أمة العرب همنا واحد وسعادتنا ووحدتنا واحدة. افيقوا من الغفلة ورابطوا الأيادي واجعلوا دمائنا واحدة. ولا تتركوا الفرصة أم الأعداء لينالوا منا الواحد تلو الآخر. حماك الله يا مصر